شخصيات اسلامية

الامام-البخاري-نسبه-و-نشأته

الامام البخاري نسبه و نشأته

يعتبر الامام البخاري من أبرز علماء الإسلام في مجال علم الحديث، وهو معروف بمؤلفاته القيمة ومساهماته الهامة في جمع وتحقيق الأحاديث النبوية. ولد الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في مدينة بخارى في وقتٍ تزخر تلك المدينة بالعلماء والمحدثين. تلقى البخاري تعليمه الأولي في بلده، ومنذ صغره بدأ في طلب العلم وحفظ الأحاديث النبوية، متلقيًا العلم عن أساتذة مشهورين في زمانه. أحد أهم إسهامات الامام البخاري هو كتابه الشهير “الجامع الصحيح“، الذي يُعتبر من أبرز كتب الحديث في التاريخ. جمع في هذا الكتاب ما يقارب 600,000 حديث، وقد اشتهر بدقته ودراسته العميقة للحديث النبوي. وقد اعتمد البخاري معايير صارمة لاختيار الأحاديث الصحيحة التي ستدرج في كتابه، وقام بفحص رواتها وتحقق صحتها بشكل دقيق. تعتبر تلك المجموعة الضخمة من الأحاديث التي جمعها البخاري في “الجامع الصحيح” مرجعًا هامًا للعلماء والباحثين في دراسة الحديث النبوي وفهم سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويعكس هذا العمل التأني والتركيز الذي قام به البخاري في فحص وتحقيق الأحاديث، والتأكد من صحتها وأصولها. إضافةً إلى ذلك، يُعتبر الامام البخاري من أوائل العلماء الذين اهتموا بدراسة تراجم الرواة ومعرفة مصدر وثقتهم في نقل الأحاديث. قام بتدوين تراجم الرواة والمحدثين وتصنيفها في كتب منفصلة، مما ساهم في تنظيم وتوثيق العلماء الذين نقلوا الأحاديث عبر الأجيال. توفي الإمام البخاري وترك وراءه إرثًا علميًا هائلاً، حيث ما زالت مؤلفاته ومساهماته تُدرس وتُقرأ وتُعتبر مرجعًا هامًا في دراسة الحديث النبوي. يستمر تأثير الإمام البخاري في حياة العلماء والمسلمين حول العالم، حيث يعتبر “الجامع الصحيح” وغيره من مؤلفاته مصادر قيمة لفهم السنة الالنبوية وتطبيقها في الحياة. إن إسهامات الامام البخاري في مجال علم الحديث لا تقتصر فقط على جمع الأحاديث وتصحيحها، بل تمتد أيضًا إلى تأسيس منهجية علمية لعلم الحديث وتحقيق الروايات. قدم البخاري معايير صارمة لتقييم صحة الأحاديث وتمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، مما ساهم في تطهير مجال الحديث من الروايات المشكوك فيها والمزورة. بالإضافة إلى “الجامع الصحيح”، قام الإمام البخاري بكتابة مؤلفات أخرى مهمة تتعلق بعلم الحديث، مثل “الأدب المفرد” و “تاريخ الكبير” و “التاريخ الصغير” وغيرها. هذه المؤلفات تساهم في توثيق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونشر العلم النبوي بين الناس. تتجلى أهمية الامام البخاري في تراثه العلمي الضخم، حيث لا يزال عمله يُدرس ويتناول في الجامعات والمدارس الإسلامية حول العالم. يعتبر البخاري قدوةً للطلاب والباحثين في مجال علم الحديث، وقد أثرى المكتبات بمئات الكتب والدراسات التي تعنى بتحقيق أحاديثه ومناهجه في جمعها. في الختام، يُعتبر الإمام البخاري شخصية مهمة في تاريخ الإسلام وعالم الحديث، حيث كانت مساهماته العلمية حجر الزاوية في تطوير علم الحديث وتوثيق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بفضل جهوده الدؤوبة، يستمر إرثه العلمي في الإلهام والتأثير على الأجيال اللاحقة من العلماء والمفكرين، ويظل مصدر إلهام للباحثين وطلاب العلم حول العالم. نبذة عن الامام البخاري محمد بن إسماعيل البخاري، المعروف أيضًا باسم أبو عبد الله، هو واحد من أبرز حفّاظ الفقه وعلماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل في العالم الإسلامي. وُلد في 13 شوال 194 هـ (20 يوليو 810 م) وتوفي في 1 شوال 256 هـ (1 سبتمبر 870 م). يُعتبر صاحب مصنفات عديدة، ومن أبرزها كتاب “الجامع الصحيح” المعروف بصحيح البخاري، والذي يُعتبر أحد أوثق الكتب الستة في الحديث الصحيح. وقد قضى البخاري ستة عشر عامًا في جمع وتصنيف هذا الكتاب. ترعرع الامام البخاري كيتيم، وبدأ سعيه في طلب العلم منذ صغره. قام برحلة طويلة في أنحاء العالم الإسلامي للقاء العلماء وطلب الحديث، واستمع إلى المئات من الشيوخ، حيث جمع حوالي ستمائة ألف حديث. اشتهر بشهرته الواسعة وأقرّ بها أقرانه وشيوخه وأئمة الحديث الذين جاءوا بعده، ومنحوه لقب “أمير المؤمنين في الحديث”. تلقى العديد من كبار أئمة الحديث تلميذًا عنه، مثل مسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي، وكان أول من وضع كتابًا مستقلاً للحديث الصحيح في الإسلام. وقد كان من أوائل من ألّف في تاريخ الرجال. في نهاية حياته، تعرض البخاري للاضطهاد وطرد من نيسابور وبخارى، واستوطن في قرية بسمرقند حيث مرض وتوفي فيها. نسب و نشأه الامام البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه، الجعفي البخاري، هكذا يُعرَف. هناك اختلاف بين المؤرخين حول أصله العرقي، فقد اعتبره البعض عربيًا، واستشهدوا برواية أبي أحمد بن عدي الجرجاني في كتابه “الكامل”، التي تفيد بأن جده الأكبر بردزبه كان فارسي الأصل ومجوسيًا. وقيل أن جده المغيرة قد أسلم على يد والي بخارى يمان المسندي البخاري الجعفي، وتبناه البخاري وأسرته وانتقل الجعفية كنسبة لهم. وتمت الإشارة من قبل بعض المؤرخين مثل حمد الله المستوفي وأبو سعيد الجرديزي وعبد الرزاق السمرقندي وإغناطيوس كراتشكوفسكي وفاسيلي بارتولد إلى أن أصله التركي ومن الأوزبك. وقيل أيضًا أنه عربي الأصل من الجعفيين. ذُكِرَ أيضًا من قبل عدد من العلماء أن جده الأكبر هو الأحنف الجعفي، وأن “بردزبه” هو صفة وليس اسمًا، وتعني “الفلاح”، وهذا ما اعتادت عليه العرب في البلدان الأعجمية. ومن أنتاب هذا الرأي ابن عساكر وابن حجر العسقلاني وتاج الدين السبكي وزين الدين العراقي وابن تغري، وقد أيد هذا الرأي عدد من المؤرخين المعاصرين مثل مصطفى جواد وناجي معروف وعبد العزيز الدوري وصالح أحمد العلي وحسين علي محفوظ وفاروق عمر فوزي ولبيد إبراهيم أحمد العبيدي. ولد الامام البخاري في مدينة بخارى، التي تقع في أوزبكستان حاليًا، في ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر شوال سنة 194 هـ. نشأ في بيت علمي، حيث كان والده من العلماء المحدثين. اشتهر بين الناس بسمته وورعه. في صغره، رحل في طلب الحديث وروى عن مشاهير العلماء مثل مالك بن أنس وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك. وفي صغره، توفي والده الامام البخاري، ونشأ البخاري يتيمًا في رعاية أمه. وقد أصيب بعمى في سن مبكرة، ولكن أمه رأت في المنام النبي إبراهيم عليه السلام يقول لها: “لقد رد الله بصر ابنك بسبب دعائك وبكائك الكثير”. فاستيقظ البخاري وكان بصره قد عاد إليه بفضل الله. عمل البخاري جاهدًا في طلب العلم وحفظ الأحاديث النبوية وتحقيقها، وكان متخصصًا في علم الحديث السنّي. بدأ في حفظ القرآن الكريم وأشهر كتب الحديث في زمنه منذ سن مبكرة، وعندما بلغ عمر العاشرة، بدأ في حفظ الحديث والتعلم من العلماء والشيوخ. كان يعمل جاهدًا لتمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ودراسة الرواة ومعرفة تراجمهم. في سن السادسة عشرة، قرر البخاري مغادرة بخارى للحج بصحبة والدته وأخيه أحمد. بعد انتهاء مناسك الحج، عادت والدته مع أحمد إلى مدينتهما، بينما قرر البخاري البقاء في مكة لمتابعة دراسة الحديث واستكمال تعليمه. في تلك الفترة، كتب البخاري كتاب التاريخ الكبير وكان عمره آنذاك ثمانية عشر عامًا. تلقى

الامام البخاري نسبه و نشأته قراءة المزيد »

الامام-محمد-عبد-الوهاب-نشأته-و-اعماله

الامام محمد عبد الوهاب نشأته و اعماله

الامام محمد عبد الوهاب (1703-1792م) هو شخصية عظيمة وعالم دين سعودي ترك أثرًا عميقًا في تاريخ الإسلام والمملكة العربية السعودية. يُعتبر الامام محمد عبد الوهاب من أهم الشخصيات التي ساهمت في إحداث تغييرات جذرية في المجتمع الإسلامي وأسهم في التأسيس الديني والسياسي للدولة السعودية الحديثة. تُعتبر أهم إنجازات الامام محمد عبد الوهاب هي تأسيس الدعوة الوهابية، وهي حركة إصلاحية دينية أسهمت في استعادة الإسلام الأصيل وإزالة التشوهات والابتداعات التي توارثتها الأمة عبر الزمن. تكمن أهمية هذه الدعوة في تركيزها على توحيد الله وتوجيه العبادة إليه وحده، والتخلص من الشرك والبدع والتعصب الطائفي. كما حث الامام محمد عبد الوهاب على اتباع الكتاب والسنة بمنهج فهمهما وتطبيقهما بمرونة ووفقًا للظروف المعاصرة. وقد ساهم الامام محمد عبد الوهاب في توحيد الجزيرة العربية تحت راية واحدة، حيث تعاون مع الأمير محمد بن سعود في تأسيس دولة السعودية الأولى. شكلت هذه التحالفات القوية بين الإمام والأمير الأساس لتوحيد المملكة وتحرير المناطق الواقعة تحت الحكم العثماني. بالإضافة إلى ذلك، ساهم الإمام محمد عبد الوهاب في تنشيط الجهود الدعوية والتعليمية في المملكة العربية السعودية. أسس المدارس والمعاهد الدينية ودعم نشر المعرفة الإسلامية الصحيحة والتعليم الشرعي في المناطق التي تحت سيطرة الدولة السعودية. كما حث على تعزيز القيم الأخلاقية والأخلاق الإسلامية في المجتمع. تُعد إسهامات الإمام محمد عبد الوهاب في الإصلاح الديني والتوحيد والتعليم وتأسيس الدولة السعودية أمورًا لا يمكن تجاهلها عند دراسة التاريخ الإسلامي والعربي. تركت رؤيته الإصلاحية أثرًا عميقًا على المملكة العربية السعودية والمجتمعات الإسلامية بشكل عام، واستمر تأثيره على مر العصور حتى يومازالت تُلاحظ تأثيره في العالم الإسلامي حتى يومنا هذا. يُعد الإمام محمد عبد الوهاب رمزًا للتوحيد والإصلاح، وهو يُحترم ويُعظم من قبل الملايين من المسلمين في العالم. على الرغم من أن هناك آراء متباينة بشأن إرث الامام محمد عبد الوهاب، إلا أنه لا يمكن إنكار أنه كان شخصية مؤثرة وقوة دينية قادرة على تغيير مجرى التاريخ. ترك إرثًا كبيرًا من العلم والتعليم والتوحيد، وساهم في بناء دعائم الدولة السعودية الحديثة. من الضروري فهم إنجازات ومساهمات الامام محمد عبد الوهاب بتوجيه النظرة بعيدًا عن التشدد أو التطرف، وتقدير دوره في توحيد الأمة الإسلامية وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات الإسلامية. تعريف عن الامام محمد عبد الوهاب الامام محمد عبد الوهاب بن سليمان التميمي (1115 – 1206 هـ) (1703م – 1791م) كان عالم دين سني حنبلي، ويُعتبر من مجددي الدين الإسلامي في شبه الجزيرة العربية، حيث بدأ في دعوة المسلمين للتخلص من البدع والخرافات ونبذ الشرك التي انتشرت في فترة الدولة العثمانية. ولُد في العيينة وسط نجد في عام 1115 هـ الموافق لعام 1703، وكان ينتمي إلى أسرة علماء الدين. جدُّه سليمان بن علي بن مشرف كان من أبرز العلماء في الجزيرة العربية في ذلك الوقت، ووالده أيضًا كان عالمًا فقيهًا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وكان أحد القضاة المعروفين. تولَّى القضاء في عدة مدن مثل العيينة وحريملاء، وكان عمُّه الشيخ إبراهيم بن سليمان من العلماء المشهورين في تلك المنطقة. تعلَّم القرآن الكريم وحفظه عن ظهر قلب عندما كان عمره عشر سنوات، وقرأ على والده في مجال الفقه. كان مشهورًا في ذلك الوقت بحدة ذهنه وسرعة حفظه وحبه للقراءة في كتب التفسير والحديث وآراء العلماء في أصول الإسلام، حتى أن والده كان يعجب من فهمه ويقول: “لقد استفدت من ولدي محمد فوائد كثيرة في الأحكام”. سافر إلى مكة والمدينة لمواصلة تعلُّم المزيد من العلم، والتقى خلال رحلته بالعديد من العلماء. درس على يد الشيخ عبد الله بن سيف والشيخ محمد حياة السندي، والشيخ علي أفندي الداغستاني الدمشقي، واستفاد منهم في مختلف المجالات. ثم توجَّه إلى الأحساء حيث درس على يد شيوخها مثل الشيخ عبد اللطيف العفالقي الأحسائي. زار أيضًا البصرة ودرس على يد الشيخ محمد المجموعي البصري. قام برفض بعض الآراء التي لا تتفق مع الإسلام وبدأ في دعوة الناس للعودة إلى ما كان عليه النبي وأصحابه. توفي في العيينة بعد مرض طال به في شهر شوال، وتوفي في يوم الاثنين من آخر شهر في عام 1206 هـ. نشأه الامام محمد عبد الوهاب الامام محمد عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبه بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي. ينتمي إلى قبيلة بني تميم، وينتسب إلى عائلة المشرفي من فخذ آل زاخر التابعة لقبيلة الوهبة من بني حنظلة. يُعرَف أيضًا بلقب المشرفي نسبةً إلى جده مشرف، وبلقب الوهيبي نسبةً إلى جده وهيب. والدته هي بنت محمد بن عزاز المشرفي الوهيبي التميمي. بعد مغادرته بلدة حريملاء، انتقل الامام محمد عبد الوهاب إلى بلدة العيينة، حيث استقبله أمير العيينة عثمان بن حمد بن معمر وتزوجه من عمته الجوهرة بنت عبد الله بن معمر. الامام محمد عبد الوهاب لديه سبعة أبناء، وأسماء أبنائه على النحو التالي: ينحدر محمد بن عبد الوهّاب من عائلة علمية مشهورة. والده عبد الوهّاب بن سليمان كان فقيهًا وقاضيًا في العارض، وجده سليمان بن علي كان عالمًا وقاضيًا وموثقًا شرعيًا، وكذلك عمه الشيخ إبراهيم الذي تخرج مع والده وكان يتردد على ما حول العيينة للإفتاء والتوثيق، وقد تولى القضاء في بلدة أشيقر. حفظ محمد بن عبد الوهّاب القرآن الكريم ولم يتجاوز سنّه العاشرة عندما بدأ يسعى للعلم. قرأ على والده وعمه وتخرج معهما في الفقه وغيره من العلوم. كان سريع الحفظ والكتابة، وقوي الإدراك، وكثير المطالعة، وشغوفًا بالعلم، وخاصةً في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام. بعد ذلك، سافر إلى عدة أماكن لطلب العلم والحديث وتعمق في دراسة الدين. حاول السفر إلى الشام، لكنه تعرض للسرقة من بعض اللصوص وتم سلبه، ولم يتمكن من استكمال الرحلة إلى هناك. لم يثبت بشكل قاطع أن محمد بن عبد الوهّاب قد تجاوز الحجاز وتهامة والعراق والأحساء في طلب العلم. درس على المذهب الحنبلي وتلقى العلم من والده بإسناد متصل يصل إلى الإمام أحمد بن حنبل. وحصل أيضًا على علم الحديث النبوي ومروياته من جميع كتب السنة، مثل الصحاح والسنن والمسانيد وكتب اللغة والتوحيد وغيرها من العلوم، من خلال شيخيه: العلامة عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي الفرضي الحنبلي، والمحدث محمد حياة السندي. وتعتبر أسانيدهما معروفة ومشهورة. وقد لعب عدد من العلماء السلفيين دورًا في تأثير وتشكيل فكر محمد بن عبد الوهّاب، مثل الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف المدني،

الامام محمد عبد الوهاب نشأته و اعماله قراءة المزيد »

الامام-ابن-تيمية-و-مساهمته-في-علوم-الحديث-و-التفسير-

الامام ابن تيمية و مساهمته في علوم الحديث والتفسير

الامام تقي الدين أحمد بن تيمية، المعروف ب الامام ابن تيمية ، هو واحد من أبرز العلماء والفقهاء في التاريخ الإسلامي. ولد في القرن الرابع عشر الميلادي في مدينة حران بسوريا، وترعرع في بيئة دينية تميزت بالعلم والتعليم. ابن تيمية برع في عدة مجالات منها الفقه والأصول والتفسير وعلوم الحديث، وقد ترك تأثيرًا كبيرًا في هذه المجالات. كان يتميز بعقلية استدلالية حادة وفهم عميق للنصوص الشرعية، وقد قام بتقديم منهج جديد في فهم الإسلام وتطبيقه على الواقع. تشتهر أفكار الامام ابن تيمية بأنها قوية وجريئة، وكان يتمتع بشجاعة الرأي والتحليل العقلاني. كان يعتبر التوحيد والعقيدة الصحيحة أساسًا للتفكير والتصرف، وكان يرفض الزيغ والتحريف في الدين ويسعى لإعادة الإسلام إلى ما كان عليه في الأصل. تأثر ابن تيمية بالعديد من العلماء والفلاسفة السابقين، وكذلك بالتجارب والتحديات التي واجهها في عصره. كان له رؤية مستقبلية للإسلام ودوره في المجتمع، وسعى جاهدًا لتطبيق مبادئ الإسلام في مختلف المجالات الحياتية. في هذه المقالة، سنستكشف حياة وأعمال الامام ابن تيمية، ونسلط الضوء على مساهماته الفكرية والعلمية. سنتناول أيضًا منهجه في فهم القرآن الكريم والسنة النبوية، ونتعرف على وجهة نظره في بعض المسائل الفقهية والعقدية المهمة. من خلال دراسة حياة الامام ابن تيمية وفهم فكره ومنهجه، سنتعرف على تأثيره الذي لا يزال حاضرًا في العالم الإسلامي حتى يومنا هذا. سنحاول أيضًا فهم الجدل الدائر حوله وتقييم إرثه العلمي والفكري بناءً على النتائج التي توصل إليها العلماء والباحثون. دعونا ننطلق في هذه الرحلة لاستكشاف تراث الإمام ابن تيمية وتقدير إسهاماته العظيمة في الفكر الإسلامي. نسب و نشأه الامام ابن تيمية تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني (661 هـ – 728هـ/1263م – 1328م)، المعروف باسم ابن تيميَّة، كان فقيهاً ومحدثاً ومفسراً وعالماً مسلماً مجتهداً، النصف الثاني من القرن  8. يعتبر من أبرز علماء أهل السنة  و الجماعة في الأشهر الثلاثة الأولى  من القرن.. وُلد ابن تيميَّة في مدينة حران، ونشأ في دمشق حيث تلقى العلم عن أكثر من مائتي شيخ في مختلف العلوم. وكان من أبرز المجتهدين في المذهب الحنبلي، ونشأ على الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، وكان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة، وعلى آراء الصحابة وآثار السلف. وُلد الامام ابن تيمية في مدينة حران عام 661 هـ الموافق لسنة 1263م، لأبوين متدينين وعالمين، وكان والده عبد الحليم ابن تيمية فقيهاً حنبلياً. وُلدت والدته “ست النعم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية” في نفس المدينة. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته من حران إلى دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ، وحال وصولهم إلى هناك بدأ والده التدريس في الجامع الأموي وفي “دار الحديث السُّكَّرية”. تابع ابن تيمية العلم أثناء نشأته في دمشق وقضى وقته في تعلم العلوم المختلفة ؛ حصل على المعرفة من أكثر من 200 شيخ في مجالات مختلفة مثل التفسير والحديث والفقه واللغة العربية.. وبدأ التدريس في سن السابعة عشرة، وبعد وفاة والده في سنة 682 هـ، استلم مكانه في التدريس في “دار الحديث السُّكَّرية”، إضافةً إلى دروسه في تفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي وفي “المدرسة الحنبلية” في دمشق. تعرض الامام ابن تيمية للسجن والاعتقال عدة مرات خلال حياته. وكانت أول تجربة له مع الاعتقال سنة 693 هـ/1294م عندما اعتقله نائب السلطنة في دمشق قليلًا بتهمة تحريض العامة، بعد أن قام بمواجهة أحد النصارى الذي شتم النبي محمد. في عام 705/1306 م ، سجن لمدة 18 شهرا في القاهرة مع شقيقيه أوشراف الدين عبد الله وزين الدين عبد الرحمن بسبب مشاكل في عرشه وكلمته ونسبه. وقد تم سجنه أيضًا لمدة قصيرة في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، بسبب تحدثه عن القائلين بوحدة الوجود مثل ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. في سنة 709 هـ/1309م، تم ترسيمه لمدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م، تم سجنه لمدة نحو ستة أشهر بسبب “مسألة الحلف بالطلاق”. وفي سنة 726 هـ/1326م، تم سجنه حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م بسبب مسألة “زيارة القبور وشد الرحال لها”. بالإضافة إلى ذلك، تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م، التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها. عاش ابن تيمية في فترة غزوات المغول على الشام، ولعب دورًا في مواجهتهم. في عام 699 هـ/1299م، التقى بالسلطان التتاري “محمود غازان” بعد وصوله إلى الشام، وحصل على وثيقة أمان تأجل دخول التتار إلى دمشق. وفي عام 700 هـ/1300م، عمل الامام ابن تيمية على حث المسلمين في دمشق على مواجهة التتار الذين كانوا يعتزمون الهجوم عليها. وتوجه أيضًا إلى السلطان في مصر وحثه على المجيء للمساعدة في القتال. ومع ذلك، عاد التتار في نفس العام دون أي هجوم. وفي عام 702 هـ/1303م، شارك ابن تيمية في معركة شقحب التي انتصرت فيها قوات المماليك على التتار، وحث المسلمين على المشاركة في القتال وتوجه إلى السلطان للمرة الثانية لتشجيعه على المشاركة في القتال. وفي ذلك الوقت، أصدر ابن تيمية فتوى تحرم قتال التتار بسبب ادعائهم الإسلام، وأنهم من الطوائف الممتنعة عن شرائعه. كما شارك الامام ابن تيمية مع نائب السلطنة في دمشق في عدة معارك، بما في ذلك في عام 699 هـ/1299م، وعام 704 هـ/1305م، وعام 705 هـ/1305م، ضد أهل “كسروان” و”بلاد الجرد” الذين كانوا ينتمون إلى الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وذلك بسبب تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار. ترك ابن تيمية أثرًا في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، حيث ظهر تأثيره في حركة محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، وفي الأبحاث التي نشرها محمد رشيد رضا في مجلة المنار في مصر والشام. كما ظهر تأثيره في الربع الثاني من القرن العشرين في المغرب العربي عند عبد الحميد بن باديس وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وانتقل تأثيره إلى مراكش على يد الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. ويدعي البعض أن تأثيره في مراكش أقدم من ذلك، حيث ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب. وفي القرن العشرين ظهر تأثيره في شبه القارة الهندية عند عبد العزيز الأردبيلي وعلم الدين سليمان بن أحمد الملتاني، وظهر تأثيره مرة أخرى في الأسرة الدهلوية في القرن الحادي عشر الهجري. نواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ، نذير حسين الدهلاوي ، عبد الرحمن المبارك الفورى ، شمس

الامام ابن تيمية و مساهمته في علوم الحديث والتفسير قراءة المزيد »

Shopping Cart
Scroll to Top